هل العذراء "أم الله او ام يسوع"؟ِ

  قال احد الاخوة في تعليقه على العذراء مايلي:

الكتاب المقدس نفسه لم يذكر نهائيا بان مريم العذراء هي ام المسيح الروحي اي ام الله بل ذكرها بام المسيح البشري على الارض فقط وهذه هي الحقيقة التي يرفض الكثير من المسيحيين قبولها لانها تناقض التعاليم التي درسوها من قبل الكنائس ولكن كل من يقراء ويدرس الانجيل سوف يدرك حقيقة هذا المضوع.

وهنا ارجو الانتباه جيداََ , والسوال عـن اي مسيح يتكلم الاخ صاحب التعليق اعلاه , فهو يفصل بين يسوع المسيح أثناء وجوده على الارض ويسميه المسيح اليشري وروح المسيح الذي حل في جسد يسوع المسيح ويسميه على ما اعتقد المسيح الروحي , وهنا تكمن المغالطة والإلتباس فلا وجود للمصطلح المسيح الروحي في الانجيل من اوله إلى آخرهِ , بل يوجد فقط إنَّ يسوع المسيح هو عمانوئيل الله الابن المتجسد " أي الله ساكن ومتجسد في جسد وشخص المسيح , ولمنع الالتباس والمغالطة هو أي السيد المسيح " هو الله الابن أي الاقنوم الثاني حالاََ في جسد يسوع المسيح الارضي أو ما يسميه الاخ المعلق بالبشري , وهو وافق على التجسد والولادة من العـذراء مريم فهي لا بتعليم كنيسة ما ولا بإطروحة اخ من المؤمنين ولا بقبول او رفض الرافضين " أم المسيح عمانوئيل وإلا لفصلنا بين جسد المسيح وروحه هذا أولاََ .

ثانيـاََ كل بشر له جسد وروح وله أو لها أُم لها أيضاََ جسد وروح فهل ذكر الانجيل إن بشرِِ ما كانت أُمـه امـاََ لروحه ؟ وهل يوجد ام واحدة من بدء الخليقـة هي ام لروح اي واحد من البشر وكيف يكون هذا إلا إذا دخلنا في المغالطات وعدم الفهم . فكل الارواح هي من الله وليس من امهاتنا , وهي نفخة من الخالق ذاته , أي جزء منه , ولذا قال الله ولم يفهم إبليس " أنا قلتُ إِنكـم آلهـة " فلا وجود لام بشرية هي ام روح اي واحد فبنا او اي بشر لان الارواح جميعـاََ من مصدرِِ واحد وهو الله ذاتـه , وهنـا أُذكر بقول الانجيـل بعـد خلق جسد آدم إذ يقول " وإن الرب الاله جبل الانسان تراباََ من الارض ونفخ في أنفه نسمة حياةِِ فصار الانسان نفساََ حيـةََ " , فالله لم يخلق نفختـه لانها جزء منه.

فكل أم هي فقط ام لجسد المولود منهـا وليست امـاََ لروحهِ , وإذا إبتدأنا بالمغالطات وجب على كل بشر القول " إن امي ليست إلا امي بحسب الجسد فقط واما روحي فهي من الله ذاته " وبهذا نبدأ طريقاََ جديدة فنقبل أمهاتنا بحسب الجسد ونتنكر لهن بحسب الروح , وهنا نخالف الوصية التي تقول " أكرم اباك وامك" ولم تقل اكرم جسد اباك وامك فقط. فالإكرام هو للإثنين إذ لا يمكن الفصل بين جسدهم وروحهم , ومن ثَـمَّ إكرام الجسد من دون الروح , وإلا لوجب علينـا أنتظار موت الاب والام لكي نكرم اجسادهم الميتـة , وهنـا أيضا لا يمكن الفصل بين جسد المسيح عمانوئيل وروحه اي الله الابن المتجسد لانهم مكملين لوجوده على الارض أي " بالروح والجسد " فهو لم يترك روحه في السماء وجاء ليتجسد وياخذ جسداََ بشرياََ من دون روح

الاختلاف الوحيد بين المسيح المتجسد " عمانوئيـل " أي الله المتجسد هي إن الله الابن ذاتـه إرتضى أن يصبح يشراََ كواحدِِ منـا , فله بدون مغالطات ولا مماحكـات ولا تأويلات من أي جهة أرضية أكانت كنسية أو معترضة أو رافضة " هو الله عمانوئيـل يسوع المسيح بجسدِِ بشري آدمي كأي واحد منـا , ولكن روحه لم تكن نفخـة من الله لأَنَّــهُ هـو الله الابـن ذاتـُه . أما نحن البشر فلنا جسد آدمي بشري وامـا أرواحـنـا التي فينـا " فهي نفـخـة من الله الخالق وهي أزليـة لا تموت خالدة خلود الخالق الذي إِنـبَـثَـقَـتْ منـهُ , ولذا كان القصاص أو النعيم ازليـاََ لا ينتهـي أبداََ إن كان في جهنم النار أو في ملكوت السماء .


بقلم / نوري كريم داؤد

02 / 04 / 2006 



"إرجع إلى ألـبــدايــة "